لا تَقْلَقِي .. شعر إياد أحمد هاشم الغرابي




لا تَقْلَقِي

وَدَعِي الْهَدايا كُلَّها
تَنْجُو كَمَا الذِّكْرى مِنَ النِّسْيانِ
فَهُناكَ بابٌ واحِدٌ إٍنْ
تَطْرُقِي فُتِحَتْ عَلَيْكِ طَوارِقُ الْأَزْمانِ
جاوَزْتُ عَنْهُ مَداخِلاً
وَتَمَرَّدَتْ أُخْرى
كَحالِ الثَّلْجِ فِي الذَّوَبانِ
أَنَا سَعْفَةٌ فِي ثَوْبِ نَخْلِكِ
كُلَّما تَشْتَدُّ رِيحٌ لُذْتُ بِالْفُسْتانِ
أَنَا صَيْدُ أَمْسِ عَلى يَدَيْكِ
وَلَحْمُهُ كَالتِّينِ بَيْنَ لَآلِئِ الْأَسْنانِ
لا تَشْهَرِي سَيْفَ الْفِراقِ
فَلَسْتُنِي يَرْتَدُّ لِي بَصَرِي مِنَ الْقُمْصانِ
أَنَا غابَةٌ وَتَبَرْعَمَتْ أَشْجارُها
لَمْ أَسْتَزِدْ مِنْ دافِقِ الرُّمّانِ
أَنَا حُلْمُ غَفْوَتِكِ الَّذِي لَمْ يَكْتَمِلْ
أَكْمَلْتِنِيهِ بِأَلْسُنِ النُّسْوانِ
أنَا إِنْ نَظَرْتُ لِنُونِ عَيْنِكِ خِلْتُنِي
أَبْصَرْتُ لُؤْلُؤَةً مِنَ الْأَجْفانِ
أَبْصَرْتُ لَوْحَةَ شاعِرٍ فِي غَيِّهِ
نَبَغَتْ مَلامِحُهُ مِنَ الْوُجْدانِ
ما زالَ يَبْتَكِرُ الْإِجابَةَ كُلَّما سَأَلَتْ
شِفاهُكِ عَنْ حَبِيبٍ ثانِ
ما زالَ يَخْتَصِرُ الْمَسافَةَ فِي الْهَوى
حَتّى تَلاشى فِي رُبَى الْبُلْدانِ
ضِفَتانِ أَوْقَفَتا خَرِيرَ سَلِيلِهِ
نَهْرٌ تَجَلَّتْ حَوْلَهُ ضِفَتانِ
نَهْرانِ مَا افْتَرَقا وَلا اقْتَرَبا لَهُ
سَرَيا بِهِ وَكَما يَشا نَهْرانِ
التِّينُ وَالزَّيْتُونُ قَدْ رَجَفا مَعاً
لَمّا أَسِرْتِ شَقائِقَ النُّعْمانِ
لا تَقْرَأيْ فِنْجانَ عِشْقِيَ رُبَّما
تَتَقافَزُ الْأَسْرارُ مِنْ فِنْجانِي

إرسال تعليق

0 تعليقات