الفرطوسي يصدر: "الماء، والزهر... حوارات مع جبرا إبراهيم جبرا"

ساوة/ خاص



 

صدر حديثا عن دار "أديان" للطباعة والنشر والتوزيع، في السماوة ،  كتاب جديد للأديب والصحفي القدير  نافع الفرطوسي، حمل عنوان: "الماء، والزهر... حوارات مع جبرا إبراهيم جبرا"، وهو عمل يوثق سرديا وعن طريق الحوارات الالصحفية  واحدة من اللحظات المفصلية في تاريخ العراق الثقافي المعاصر، وتحديدا في أواخر ثمانينيات القرن العشرين وبدايات التسعينيات، وهي المرحلة  التي سبقت الحصار الاقتصادي على العراق ورافقت تحولات ثقافية عميقة.

يقدّم الفرطوسي عبر هذا الإصدار توثيقا شخصيا لحوارات أجراها مع المفكر والروائي والمترجم  جبرا إبراهيم جبرا في العاصمة بغداد، بدءا من العام 1989 وحتى قبيل وفاة جبرا عام 1994، في سلسلة لقاءات شكلت مرآةً عاكسة لأفكار جبرا، ونافذةً مفتوحة على سيرته الإبداعية المتعددة.

جاء الكتاب في 110 صفحات من القطع المتوسط، متضمنا إطلالة سردية  على تفاصيل تلك المرحلة، عبر أسلوب يجمع بين التوثيق الصحفي والتأمل الثقافي، ويأخذ القارئ في رحلة حوارية عميقة مع أحد أبرز رموز الثقافة العربية الحديثة.

ضم الكتاب مجموعة من الموضوعات التي عكست صورة شاملة عن فكر جبرا وسيرته الحياتية، وجاءت الفصول معبرة عن محاور متنوعة، منها ما هو شخصي وإنساني، ومنها ما هو نقدي وفكري. 

أفتُتح الكتاب بموضوع "جبرا المثقف"، وتتابعت العناوين لتشمل: جبرا وكرم الكبار"، "جبرا وعشق الموسيقى"، "جبرا: قصته السرمدية مع لميعة العسكري"، "جبرا المفتون أدباً بالحياة"، ثم موضوعات ذات طابع استذكاري منها: بمناسبة الذكرى الثلاثين لرحيله"، "مناسبة لإعادة قراءة... جبرا إبراهيم جبرا الكاتب"، إضافة إلى موضوعات فكرية وثقافية مثل: عن الثقافة وأخلاقيات العلاقة الإبداعية"، "الفن الروائي – سيد الفنون"، "الروائي الوحيد الموحد"، "الناحية البسيطة فقط"، "عودة إلى التراث"، "المطلوب من الروائي العربي"، "أزمة شعرنا حضارية"، "علاقة الشعر بالرواية".

ولعل أبرز ما يميز هذا الإصدار هو المزج بين الحوار والتأمل الذاتي، إذ لم يكتف الفرطوسي بعرض ما قاله جبرا فحسب، بل سعى إلى تقديم قراءة عميقة لمضامين تلك الحوارات، لتتحول إلى شهادة فكرية عن مرحلة ثقافية خصبة، وعن شخصية استثنائية في المشهد الإبداعي العربي.

يمثل الكتاب  وثيقة حوارية نادرة مع جبرا إبراهيم جبرا، وإسهامة في توثيق تاريخ الصحافة الثقافية في العراق، وتحديدا في مدينة السماوة، التي انطلق منها نافع الفرطوسي كاتبا وصحفيا إلى فضاء الثقافة العراقية .

إرسال تعليق

0 تعليقات